لقاء خاص مع الفريق أحمد كاظم إبراهيم

Sotaliraq.com

لقاء خاص لجريدة شمس العراق مع الفريق أحمد كاظم إبراهيم

لقاء خاص لجريدة شمس العراق مع الفريق أحمد كاظم إبراهيم الوكيل الاقدم في وزارة الداخلية للحكومة السابقة،

 والمبعوث الدبلوماسي في "الأمم المتحدة" الآن: "أنا لن أتكلم بل أن العراقيين والشارع العراقي هو من سيتكلم

لأنه الأجدر بنقل الحقائق وفضح الماضي القريب". رحبت جريدة "شمس العراق" بالفريق أحمد كاظم إبراهيم ،أسد بغداد، (اللقب يليق به). ولد أسد بغداد في مدينة الناصرية، وانتقل مع أفراد أسرته، الى العاصمة بغداد، ليكون السور الأمين لهذه المدينة والعين الساهرة من أجل أن تستريح عيون المدينة ويشعر أهاليها بالأمان. وأقلّ ما قيل عن هذا الرجل أنه إذا سمع المجرمون صوته يفرّون كما تفرّ الغربان من أزير الأسود.

الوزارت ؟
* لو سألك أحد المسافرين معك وأنت في طريقك الى أميركا من هو أحمد كاظم وما هو تاريخة؟
- أولاً أحب أن أن أرحب بجريدة "شمس العراق" والمشرفين عليها الأبطال، وبكل شخص يعمل من أجل مصلحة العراق. أنا عراقي، من سكان بغداد والدتي "كردية" وأبي عربي عراقي، وقد عمل مدرساً في منطقة الكاظمية، حيث ترعرعت وتعلمت من هذه المنطقة الطيبة احترام الآخرين والكرم العراقي. ومن ثم دخلت دورة في كلية الشرطة، وتخرجت عام (1973) كضابط شرطة.
 اما هوايتي فكانت الفروسية وقد مثلت العراق ببطولة الفروسية. وفي أحد الأيام كنت مع أعز أصدقائي، وكان بعثي وتكلمت معه بخصوص إعدام بعض السياسيين العراقيين (عدنان الحمداني ومجموعة أخرى..) فسألته عن الظلم وعن سبب إعدام الناس قبل "العيد المبارك" . فكان أن بلًغ هذا الصديق عني، وبعد ايام تم تبليغي من قبل عميد كلية الشرطة ، بأن مجموعة من المخابرات تريد التحدث إلي وكانوا موجودين في غرفة العميد، فأخذوني الى السيارة وعاملوني بطريقة غير إنسانية. وسألوني في التحقيق بالمخابرات العامة الحاكمية أسئلة أستفزازية أحدها:" من هو الأفضل صدام أم أحمد حسن البكر؟ ولماذا.تقول أن كيلوالطماطة غالي؟" واسئلة اخرى ليست لها علاقة بالتهمة. وتمّ تعذيبي بكل الطرق اللإنسانية. وبعدها سألوني لماذا تقول أن صدام مجرم و... ولعدم وجود ما يثبت التهمه علي. فاقتصروا باحالتي علي التقاعد كظابط شرطة ونقلي الى وظيفة مدنية في وزارة الصناعة والمعادن بقرار من مجلس قيادة الثورة. وصدر هذا القرار بعد ان مكثت في المخابرات ما يقارب العام. وبعد غزو الكويت تمت اعادتي مع مجموعة من الضباط المتقاعدين للخدمة في الجيش وكانت خدمتي على الحدود العراقية التركية.
و أكثر ما هزّني خلال فترة حياتي هذه هي المعاملة الإجرامية التي قامت بها الحكومة البعثية والتي بلغت أوجها لدى طردها مجموعة من الشباب العراقيين الى إيران، والأكثر من هذا هي العملية الإجرامية التي نفذها الحزب البعثي بحق أصدقائي الأكراد "عمران موسى، وعبد النبي وطه" الذين أعدموا. فيما كانوا يسكنون في مدينة الأعطيفية وعمليات الاعدام في شوارع بغداد فهذه المواقف لا أستطيع أن أنساها ما حييت.

* لو سألك سائح ما عن عراق الأمس وعراق اليوم.
- مرّ العراق في تاريخة بمراحل ظلم طويلة، والذي حدث في العراق كان مخطط واضح من قبل صدام ونظام البعث الإرهابي. ومن صفات البعثي أنه ينقل المعلومات للمسؤول بالطريقة التي يحلو لذلك المسؤول أن يسمعها، ولهذا السبب وقع هذا النظام الفاشي بالأخطاء التي الكل يتحدث عنها. وعندما حدثت الإنتفاضة الشعبانية المباركة والتي كانت أنشودة العراقيين إذ انها أرعبت صدام ونظامه فحاربها بكل ما يملك من قوة. ولكن للأسف حدث ما حدث وتم القضاء على الإنتفاضة ولكن روح الإنتفاضة لم تمت وبقيت في قلب كل عراقي شريف يحب هذا الوطن.

 * هل ترى أن أهل الإنتفاضة قد همشوا ولم يعطوا الدور الذي يستحقون في عراق ما بعد التحرير؟
 - إن أهل الإنتفاضة هم شعلة التحرير، وهم أصحاب الحق، فأن لم يكن لهم دور فعليهم أن يطالبوا به وأن يأخذوا ما يستحقونه. فهم أصحاب حق وصاحب الحق يأخذ حقه. * ما هو دور السياسيين العراقيين في إجتثاث البعث؟ كان هناك دور كبير للسياسيين العراقيين في إجتثاث البعث، رغم الضغوط المحيطة بهم، ولكن البعثيين مثل السرطان ينتشر في كل مكان وزاوية . والبعض منهم خطر جداً لتلونهم وحديثهم عن المظلومية، فهؤلاء لديهم أساليبهم للدخول في الحكم والسيطرة على المراكز الحساسة في الدولة وهذا ما حدث. * بعد سقوط النظام البعثي الإرهابي وبعد أن وعُد العراقيون بمستقبل أفضل وبحياة مزدهرة.
 وبعد مرور ثلاث حكومات عراقية لا سيما وأن العراقيين قد أعطوا الكثير للعراق ولكن العراق لم يعطِ شيء للعراقيين، بل الذي استفاد هم أهل العروبة والقومية أما العرقيون ما يزالون ينتظرون يوم الفرج، فما رأيك بذلك؟ . ما حدث بعد عام 2003 وخاصة بعد خطاب الرئيس الأميركي" جورج بوش" الذي قال بإن العراقيين أحرار الآن، ويستطيعون الخروج الى المدينة ويستمتعون بالحرية. فذهبنا الى مراكز الشرطة بعد هذا النداء، وتم تنظيم العمل الذي كان طوعي لمدة ثلاثة أشهروبراتب شهري قدره 20$ دولار . وكان العمل شاق وخطر جداً وتعرضنا الى الكثير من المداهمات، وقد ساعدنا الأميركيون والجنود العراقيون العاملون في الجيش الاميركي مثل"السيد حميد مراد وثامر المعمار ونعمان شوبر وصاحب الحذاف وصلاح الخفاجي ومحمد الصالحي والعقيد فاضل مسكينة والذي عاد قبل ايام من العراق" واخرون فقد ساعدونا على تأمين مدينة بغداد ثم تم ترفيعي الى رتبة عميد وتم ترفيع عدد كبير من الظباط والمنتسبين العاملين في الشرطة، وذلك لأننا كنا الوحيدين المتواجدين في مراكز الشرطة.
 والرجال الذين كانوا يعملون معي هم حقيقةً أسود "أسود العراق" لأن عملهم كان طوعي ويعملون بكل إخلاص للوطن الغالي ولم تجد الطائفية بيننا مكان ، كنا كلنا" نعمل كشرطي واحد لبلدٍ واحد لعراق واحد". وبعدها تمت إعادة مراكز الشرطة في جميع محافظات العراق من قبل الظباط الابطال المتواجدين في المحافظات لتثبيت النظام، وكنت أول مَنْ ارتدى بدلة الشرطة العراقية الجديدة، وبعدها التزمت جميع عناصرالشرطة بهذا الزي.
 وبعد ذلك تم ترفيعي الى رتبة فريق لأكون رئيس مُديرية الشرطة في العراق وتم ترفيع عدد كبير الى رتبة لواء، وكان هناك أبطال في المحافظات العراقية كافة حيث كانوا يعملون ليل نهار من أجل إعادة الهدوء والأمن. كنت أعمل مع عناصر الشرطة كواحد منهم ولم أتعالى على أحد بل كنت أقود الدوريات معهم وكنت معهم خطوة بخطوة. وقد شهد الأمن في فترة عملي تشهد تحسناً ملموساً خاصة ً على صعيد تأمين الشارع العراقي بالرغم من قلة العدد والتجهيزات والتدريب في ذلك الوقت!

 *أعتقد أنه حدث الكثير من العمليات الإرهابية، بعد نقلك الى السلك الدبلوماسي.
 - عندما قدمت تقريري في رأس السنة لعام2003، أشرت الى عمليات إرهابية تُحضر، ولكن للأسف تجد دائماً من يحارب العراق ويحارب القادة المسؤولين، ومن يحاربني أنا شخصياً. وبعدها تم نقلي وُطلب مني بأن لا أتكلم الى الإعلام. وحقيقةً كان واجبي في شوارع بغداد فأنا أعرف من هو بعثي إرهابي ومن هو فدائي. ومن هو أبن المدينة ومن هو الغريب. ولهذا كثر أعدائي وبدأت محاربتي ومحاربة الوطن الحبيب.

 * لقد تم إعادة الكثير من البعثيين الى الدوائر الحكومية الحساسة، لمــاذا؟
- لقد كذبوا على الأميركيين وقالوا أن لديهم الخبرة في إدارة الدولة، وهم قادرون على السيطرة على الوضع الأمني. "نعم بالإرهاب البعثي هم قادرون على السيطرة الدكتاتورية" ولكن ليس هذا ما ينتظره المواطن العراقي؟ فدماء العراقيين في عنق كل من عمل ضد العراق. والبعثيون الإرهابيون لايهمهم مصلحة العراق أو مستقبله وإنما يهمهم ما يحصلون عليه من عقود وأموال في جيوبهم الشخصية. وهذا ما يحدث الآن في العراق.

 * الفريق أحمد هل ترى أن العراقيين حصلوا على ما كانوا ينتظرون بعد عقد من الزمن؟
 - في قراءة في تاريخ العراق، نجد أن بعد سقوط الدولة العباسية ظهر تفشي الرشوة والفساد الإداري لكن دعني أوضح لك هذه النقطة، أن الرشوة والفساد الإداري كان موجوداَ في الحكومة البعثية الدكتاتورية والأسوء من ذلك هو إعادة هؤلاء الناس الى المناصب الحساسة والسبب في ذلك يعود الى الخبرة في تقلبهم الشخصي من أجل المصلحة الفردية.

* لكن صانع القرار في العراق كان في الخارج ويعرف من هو المظلوم ومن الظالم، ولو جلب معه بعض من أهالي الإنتفاضة لحلت الكثير من الأمور؟ ألا ترى أن صانع القرار والمسؤول السياسي هو من يتحمل مسؤولية ما حدث من إعادة البعثيين الى السلطة؟ ولتكن الصراحة بوابة عراق المستقبل؟
- أنـــا لن أتكلم بل العراقيين والشارع العراقي هو من سيتكلم، وقبل أن أنتقل من مكاني السابق كما ذكرت طلب مني بأن لاّ أتصل بالإعلام وألاّ أصرح بأي تصريح. والشعب العراقي شعب ذكي وواعي جداً وهم الأجدر بنقل الحقائق وفضح الماضي القريب.

* هل ترى أن انتقالك الى السلك الدبلوماسي قد ساعد في الحفاظ على حياتك؟
-
أن حياتي ليست أغلى من حياة ابن الكاظمية أو من حياة ابن كربلاء أو من حياة أهالي تلعفر المحاصرين من الارهاب او اي عراقي أخر ... وقد خطط البعثيون العاملون بالارهاب لتصفيتي سابقا. وكان عملي خطر جداً والأصعب من ذلك أنك كنت لا تعرف من هو معك ومن هو ضدك. ولكن الذين كانوا معي هم ابطال العراق اليوم ولن ننساهم أبداً، كانوا أسوداً في غابات الإرهاب وخاصة في معركة جرف الصخر، حيث لم نكن نملك غير السلاح البسيط "كلاشنكوف" واستطعنا القضاء على الإرهابيين وألقينا القبض على بعضهم منهم "محمد علي عبد الله" الذي أجهل ان كان هو المطلوب اليوم أم هو مجرد تشابه في الأسماء.

* هل لديك شيء أو كلمة توجهها الى مسؤول أو الى جه معينة؟
 - نعم، أتمنى على كل شخص مسؤول أن يعرف أن أرواح العراقيين أمانة في عنقه، فالروح لا تعوّض! كما لا يمكن تعويض ما أصاب أهل الإنتفاضة من مقابر جماعية وتهجير، وأجمل شيء هو أن تشعر أن كل عراقي حصل على حقه، كما حدث مع "أم الويزة".

*ما قصة " أم الويزة"؟
- هذه المرأة العراقية البسيطة التي أصعدتها في سيارة ،عدي صدام حسين، "الروز رايز" كي ترى كيف كان هؤلاء الإرهابيين يتمتعون بأموال الشعب العراقي. فبادرتني قائلة: "كيف أصعد في هذه السيارة وأترك (سطل البيبسي)"؟ الذي تكسب منه قوت يومها. فقلت لها أتركيه في مركز الشرطة. فقالت لي" إذا فعلت، فإن عناصر الشرطة سوف يشربون البيبسي وعندها لاتنفعني ركبة سيارة عدي "المهبول" ولا "الروز رايز" فركبت السيارة ومعها سطل البيبسي كي يشعر العراقيون بأن جزء من حقهم قد عاد لهم وأن حكم البعث الإرهابي قد أنتهى وسينتهي معه كل من يدعو الى إعادة البعثية.

* ماهو عملك الآن؟
 اعمل الآن في بعثة لـ"لأمم المتحدة" مع السفيرين سمير الصميدعي وفيصل الاستربادي، تحت اشراف السيد الوزير هوشيار زيباري وتعمل البعثة جاهده من أجل إيصال الصوت العراقي الى "الأمم المتحدة" والعالم.

 * سؤال من البرفسور عبد الإله الصائغ الى الفريق أحمد كاظم. أي كتاب أحب اليك؟
- صراحةً أحب قراءة كتب تاريخ العراق.

* ما هو رأيك في مسودة دستور العراق؟
 - كثرت الآراء والإقتراحات وكلٌ يعتقد بأن رأيه هو الصحيح ولكنه خطوة جبارة في وجه الإرهاب ونتمنى أن يصوّت عليه العراقيون.

*دور المرأة العراقية الآن.
- المرأة هي أجمل شيء في الدنيا، هي الضوء الى المستقبل وهي إحدى القيادات في العراق ودورها مهم جداً ومطلوب في عراقنا الجديد.

*بعد إقامتك في مدينة نيويورك هل رأيت شيئاً جديداً أو غريباً في هذا البلد؟
- نعم.. لقد رأيت الفرق الكبير والمصداقية بين الناس واحترام الإنسانية، وأعظم ما رأيته هو أن القانون "هو سيد الكل والنظام يُحترم" ورأيت الإختلاف في التفكير مثلاً من يخالف النظام في أميركا يعتبر متخلفاً، على عكس قسم من دولنا " الشرق الأوسط" فمخالفة القوانين هناك تعتبر قمة الشجاعة والإفتخار عند قسم من الناس, فمثلا عدم احترام اشارات المرورعند بعض الناس هو فخر وشجاعه.

* بعد صدور أكثرمن 180 جريدة وأكثر من 20 قناة عراقية محلية وفضائية، كيف ترى الإعلام العراقي الجديد؟
 - الإعلام كالسيف البعض يستخدمه كي يحمي نفسه والبعض الآخر يستخدمه ليحارب به، والبعض الآخر يجرح به نفسه. والكاتب والمثقف العراقي يجب أن يعطى دوره الآن لأننا بحاجه الى توعية ثقافية ضد الإرهاب الفكري المتطرف في بلادنا. ولكن عندما تسوق بعض الجرائد العربية والإذاعات ضد أبناء شعبنا، فمن الواضح أن هؤلاء لا يريدون الأمان لنا ولا لوطننا وهذا هو السيف الذي يجرحون به أنفسهم.

 * هل ستكتب كتاب مذكراتك؟
- نعم.. وحقيقة أنا لست بكاتب فأحتاج الى من يساعدني وسأذكر الكثير من الحقائق التي لم تنشر من قبل والأمور التي لم يضطلع عليها أحد. وكانت هناك أوامر قبل أن تكون حكومة عراقية، أي قبل وجود مجلس الحكم. وأنا الوحيد من يعرف هذه الأمور.. واخيرا هذه المقابلة حاولت ان اختصر في ردودي التي ساستفيض في الكتابة عنها في كتابي واشكر جريدتكم الموقره علي التواصل الذي تقومون به بين اهل العراق في الداخل والخارج، وفقكم الله. تحقيقات عماد الكاصد


شمس العراق

Back