المرأة الفيلية...الا من ناصر ٍ ينصرها ؟

ابراهيم بازكير

ليس هناك من شك في ان للمراة اهمية بالغة ومكانة عظيمة في حياة المجتمعات البدائية او المتحضرة والتي قطعت اشواطا بعيدة في سلم التطور والتقدم وهذا امر بديهي وحقيقة معروفة فالمراة كما قيل نصف المجتمع وهي احد العنصرين اللذين يشكلان كيان الجنس البشري على هذه الارض فمنذ نشوء الجنس الادمي كانت المراة الرفيقة المخلصة للرجل في مسيرة الحياة الصعبة الطويلة …عبر الازمنة والاحقاب .والمراة الفيلية وهي اساس وجوهر موضوعنا هذا عانت كما عانى ابناء جلدتها من ويلات ونكبات والام بل انها كانت قطب الرحى منها فقد كانت المراة الفيلية هي تلك الام والاخت والزوجة التي تلقت صدمات الليالي الرهيبة حين كان الرجال القساة يطرقون الابواب على العوائل البريئة المرعوبة ليساقوا ويحشروا في الشاحنات كما تساق الاغنام وهي تجد اطفالها واولادها وبناتها وزوجها وهم يرتجفون في ملابس النوم ثم بعد ذلك السوق القسري ياخذ اولادها الاعزاء عنوة الى الدهاليز الرهيبة حيث كتب لهم الموت والقتل المبرمج.هذه هي المراة الفيلية وهي بذاتها التي شاهدت اخذ الزوج وضياع الاولاد وافلاذ الاكباد ومصادرة الدار وسلب الاموال ونهب حصاد العشرات من السنين من العمل والنضال والكد المضني من اجل البناء ولقمة العيش.والمراة الفيلية هي التي عايشت وشاهدت كل ذلك وتجرعت الرعب المميت واحترق فؤادها بنيران الشوق والحنان حين اخذا اغلى اعزائها واحب الناس اليها ليدفعوا الى الموت المحقق وهي التي وجدت نفسها وهي تحمل على كاهلها ثقل الجبال من الالام فكانت الام المجروحة باطفالها المرميين في العراء يمشون حفاة عراة ليقطعوا عشرات الكيلومترات مشيا على الاقدام بين حقول الالغام القاتلة وتحت لسعات البرد الشديد والالام والجوع والمرض والعطش وفقدان الاعزاء والبعد عن الوطن والدار .

لو كتبنا مئات الصفحات لن نستطيع اعطاء المراة الفيلية حقها فبعد تلك السنين المظلمة والليالي العجاف وسقوط ذلك النظام الجائر وحلول ما سمي بالعهد الجديد واستبشر الناس خيرا وتفائل المتفائلون ولكن سرعان ما ظهر ان الماء لم يكن ماءا.لقد كان سرابا وصدمت المراة الفيلية بل كانت صدمتها اقسى واشد فلم ترى الا الاهمال والنسيان ولم ترى رعاية من احد او اهتماما من جهة ثم جائتها الانباء المحزنة تباعا فلقد تلقت اشد الانباء ايلاما ؛ تلقت نبا موت اعزائها الغائبين وتاكدت ان لا لقاء والى الابد باولادها الذين فارقتهم منذ ما يقارب ثلاثة وعشرين عاما …

هذه المراة لم تجد الا الاهمال والنسيان ففي خضم الاحداث والصراعات وفي اجواء الركض من اجل الغنائم ضاعت الحقوق وضاعت المراة الفيلية .اما قوانين العدالة فقد ركنت على الرفوف او ضاعت في الادراج المهملة .لهذا ونحن في هذه الايام نقف لنحتفل بيوم المراة العالمي 8اذار هذا اليوم الخالد علينا وعلى الجميع رجالا ونساءا ان نقف باحترام واجلال للمراة الفيلية الصبورة الصامدة والبطلة لنرفع اصواتنا سوية ونمسك اقلامنا جميعا لنقول ونكتب وننصف ذوات الحق المهضوم لاعطائها بعض حقها عسى ان نعوضها عما اصابها من حيف وظلم لتسترد كرامتها وعزتها لنداوي جراحها ونواسيها بفقدان احبابها الخالدين لنجعل منها بحق المراة المثالية لتكون قدوة لنساء العالم جميعا…

عاشت المرأة الفيلية 
المجد والخلود لشهداء الكورد الفيلية

ابراهيم بازكير

السويد - 07-03-2008

Back