برلمان كوردستان وحصة الكورد الفيلية !!

 

جلال جـرمكا* / سويسرا

 

هل حقاٌ أن نظرية ( أنصر أخاك ظالماٌ أو مظلوماٌ ) صحيحة وفي محلها أم أنها أنحياز تام للأخ والشقيق ؟؟ هنا عندما نتحدث عن العلاقة بين القريب والغريب ولكن عندما تتعلق المسألة بالأسرة الواحدة ويظلم أحدهم بغير حق  فتكون النظرية قد أثبتت حقيقتها وبالتالي لامجال للمناقشة !! ، فأذا كان أهل البيت قد ظـُلم وتم تهميشه من قبل أهله وأقرب الناس ، ياترى كيف يمكن أن تعاتب الغريب والبعيد؟؟.

 

نعم من حق أولاد عمومتنا ( الكورد الفيلية ) أن يتسألوا ولكن بصوت مرتفع ويوجهوا كلامهم الى قيادة الحزبين الرئيسيين أولاٌ والى شخص ألأخ / عدنان المفتي بصفته قيادياٌ كوردستانياٌ ورئيساٌ لبرلمان كوردستان :

أين حصتنا من برلماننا ... يا أبن العم ؟؟.

من المنطق وحسب مايرويه لنا التأريخ القديم والحديث هنالك دعماٌ معنوياٌ ظاهراٌ لكل من أشترك في أنجاح أية عملية وفي جميع المجالات وألأمثلة كثيرة :

بعد نجاح الثورة الكوبية في آيار / 1959 ضد الدكتاتور ( باتيستا ) ودخول الثوار الى العاصمة الكوبية  ( هافانا ) كان الثائر ( جيفارا) جنباٌ الى جنب رفيق دربه ( كاسترو) ، ويقال أن ألأول وهو أول من دخل العاصمة وبعده دخل كاسترو.. بعد نجاح الثورة كان لابد من مكافأة ـ جيفارا ـ .. نعم لقد كوفأ بمنحه الجنسية الكوبية أولاٌ وتكليفه بحمل حقيبة وزارة الصناعة ، ناهيك عن مناصب حزبية وعسكرية وأدارية ومصرفية أخرى .

ولايخفى على الجميع أن الثائر ـ جيفارا ـ هو من ألأرجنتين وليس كوبياٌ ، ولكن بسبب أشتراكه في الثورة ونضاله ضد الدكتاتورية  هكذا تعامل معه ـ كاسترو ـ!!.

 

بعيداٌ عن السياسة ، في المجالات ألأنسانية وألأجتماعية والشؤون ألأخرى :

في أغلبية دول العالم ، يكافأ أحدهم مكافئة تستحق الذكر ، والسبب لكونه كان طرفاٌ في ذلك المشروع أو تلك وكالأتي :

تمنح الجامعات الراقية و( ذات السمعة العالمية ) شهادات فخرية للمتميزين ، وعادة تكون تلك الشهادة شهادة الدكتوراه ، فتراه يلبسونه ( الروب الجامعي ) ويضعون على رأسه مايوضع على رؤوس أصحاب الشهادات العليا وبالتالي وفي حفل كبير تحضره العديد من الشخصيات وأجهزة ألأعلام يمنح تلك الشهادة .

 

هكذا رأينا ونرى والتأريخ يحدثنا عن آلآلآف من هذه الحالات وفي العديد من بلدان العالم .

وعند العودة الى السياسة ، نرى عشرات ألأمثلة ، حيث مكافئة المتميز والشجاع في ميادين القتال والنضال ، سمعنا وقرئنا أن العديد من المناضلين من الذين أستشهدوا قبل سنوات عديدة قد كُرموا من خلال عوائلهم وبشتى أنواع التكريم :

  • أطلاق أسمه على أحد الميادين أو الحدائق أو الشوارع في أحدى المدن ، أو في مسقط رأسه .
  • عمل تمثال له ليراه الناس وليطلع عليه ألأجيال القادمة .
  • تكريم أولاده وأحتى أحفاده وتفضيل قبولهم في الجامعات والمؤسسات العسكرية وغيرها .
  • تحسين وضع العائلة من راتب ومسكن وغيره .
  • وعشرات ألأمتيازات ألأخرى .

لكن اليوم وبالنسبة الى ( أولاد عمومتنا ) الكورد الفيلية .... نرى العكس .. لابل نرى العجب!!، ياترى لماذا ؟؟ ومن هو المسؤل عن هذا الغبن؟؟.

مما لاشك فيه أن ( الكورد الفيلية ) كانوا دوماٌ بمثابة ( رأس الرمح ) في الحركة التحررية الكوردستانية ، ولاينكر بأنهم قد دفعوا الثمن غالياٌ بسبب تلك المواقف ، وأخرها ماحل بهم على يد السلطة وبالأخص خلال ألأعوام 1979 والسنوات التالية :

  • لقد أعتقل المئات من خيرة شبابهم وأختفوا الى ألأبد .
  • حجزت ممتلكاتهم من ( معامل ومصانع ومحلات ومساكن وعمارات وعلاوي وسيارات ) ، جردوهم من كل شىء وتم تسفيرهم الى دولة أخرى !!.
  • مورست بحقهم أشد أنواع الظلم وألأضطهاد وألأعتقال وألأعدامات وغيرها!!.
  •  

وللذي لايريد أن يعلم أن السبب الرئيس لكل تلك المظالم هو لكونهم كورد أولاٌ ومن مناصري الحركة التحررية الكوردستانية ثانياٌ!!.

وآلآن وبعد التحرير والوضع الذي يعيشه الكورد وبالأخص في كوردستان ...اليس من حقهم المطالبة بكذا مقعد في برلمان كوردستان ؟؟؟ ، أم أنهم لايستحقون ذلك؟؟.

 

وللعلم ما أتحدث به ( كأضعف ألأيمان ) هو حديث كل ألأشقاء من الكورد الفيلية ولكن العجيب أن ( ألأدب وألأخلاق ) وفي أغلب ألأحيان تقفان عائقاٌ بوجه الكثير من ألأمور ... وتلك مصيبة كبرى !!.

أنا وغيري نتسائل :

في الوقت الذي تطالب القيادة الكوردية بكوردستانية الكثير من المناطق ( وهذا حق شرعي) والتي تخضع للحكومة المركزية ... ياترى لماذا لايوجد من يمثلهم في برلمانهم ، ومنهم الكورد الفيلية؟؟؟.

أين حصة الكورد الفيلية في حكومة ألأقليم من وزراء ووكلاء وزارات ومدراء عامون وغيرهم؟؟؟.

لم نرى لا ( الروب الجامعي ) ولا حقيبة وزارية ؟؟؟ ، من المسؤول؟؟.

ياترى هل ينطبق عليهم المثل الشعبي الذي يقول :

يلطمون مع الكبار ويأكلون مع الصغار؟؟؟؟؟؟؟ ... أم ماذا؟؟

أيها المسؤلون في ألأحزاب الكوردية وفي المقدمة ألأخوة / مام جلال وكاك مسعود :

أولاد عمومتنا لازالوا ينزفوا دماءٌ ولم تندمل جروحهم بعد !!! هل من طبيب يداويهم ويمسكهم من الساعد لينهضوا من جديد كأقل تكريم لجهودهم ونضالهم ومأساتهم وجروحهم  !! ، أم في أوقات الفرح تٌنسى ألأحباب؟؟؟.

سأكتب وأكتب ـ أقلامي كثيرة ـ ولله الحمد وبفضل العولمة وألأجهزة الحديثة بتنا لانحتاج حتى الى ألأقلام المختلفة ـ الحبر والرصاص والجاف ـ  الى أن أصل الى نتيجة مقنعة ............ وقد قيل قديما:

ماضاع حق ورائه مطالب !!.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كاتب وصحفي كوردي مقيم في سويسرا / عضو ألأتحاد الدولي للصحافة ومنظمة العفو الدولية .