تحية الى المؤتمرالاستذكاري للكورد الفيليين

الدكتور بدرخان السندي

 

ينعقد اليوم المؤتمر الاستذكاري الثالث لمأساة التهجير والتسفير والتغييب للكورد الفيليين تحت عنوان (متى تسترجع حقوق الكورد الفيليين) الذي ترعاه مؤسسة شفق للثقافة والاعلام للكورد الفيليين  بالتعاون مع منظمة البيت الكوردي للفيليين في بغداد لمناقشة موضوع في غاية الاهمية والخطورة وهو مسألة استرجاع الحقوق المستلبة للكورد الفيليين.

 

ان الاخوة الفيليين يمثلون شريحة مناضلة معروفة في تاريخ الحركة النضالية الكوردية لشعبنا الكوردي وكذلك في تاريخ الحركة الوطنية العراقية فكان لهم دورهم البارز في تعزيز وتأييد ثورة ايلول الكوردية العظيمة عام 1961 بالمال والسلاح والعمل السياسي الشجاع مثلما كان لهم دورهم في كل المظاهرات والوثبات الوطنية في بغداد وارجاء العراق من اجل عراق حر ديمقراطي ومن اجل ضمان حقوق الشعب الكوردي.

 

لقد استخدم النظام الدكتاتوري البائد اشنع الجرائم بحق الكورد الفيليين وبدأت عمليات التهجير بهم اولاً ومنذ اوائل السبعينيات واسقط عنهم حقهم في المواطنة العراقية وابعدوا الى خارج الوطن واستولى النظام على املاكهم من دور وعقارات ومصانع.

لقد واجه ابناء هذه الشريحة المناضلة كل اشكال التعذيب والسجن والاعدامات وبروح نضالية عالية والمؤسف حقاً ان ابناء هذه الشريحة وبعد ان زال نظام الطاغية وبعد عودتهم الى الوطن عادوا ليعانوا من مشاكل كثيرة اولها ان اموالهم واملاكهم ومشاكلهم ومشاكل ابنائهم بقيت دون حلول عملية واخضعت الى عمليات روتينية معقدة فضلا عن اشكال من الاهمال مما جعل المعتدي الغاصب لبيت او مصنع او مزرعة صاحب حق على من اغتصب منه ماله او ملكه!!.

 

اننا ندعو ونكرر الدعوة الى الحكومة العراقية ودولة رئيس الوزراء شخصياً بتبني قضية الكورد الفيليين بشكل جدي وحازم وسريع واحقاق الحق لاصحابه بعيداً عن بعض اشكال التمييع التي بدت تتضح في دوائر الدولة العراقية في هذه القضية.

نحن الكورد نرى في قضية الكورد الفيليين قضية لا تختلف قطعاً عن مسألة الكورد المهجرين من كركوك او سنجار او خانقين انها جزء من مسألة الحرب على كل الشعب الكوردي ووفق خطة وضعها النظام المقبور وبدأ بالكورد الفيليين وهذا ما جعل القيادة الكوردستانية تصطدم مع قيادة البعث بعد اقرار اتفاقية 11 آذار بفترة وجيزة.

 

اننا ابناء الشعب الكوردي في كل ارجاء كوردستان نقف صفاً واحداً مع اخوتنا الكورد الفيليين من اجل استرجاع كامل حقوقهم وانصافهم ولا يمكن ان يرضى الكورد بحل جزء من مشكلاتهم والابقاء على جزء او اجزاء اخرى دون حل، فالقضية الكوردية في تقديرنا قضية واحدة هي قضية شعب اضطهد كثيراً ولا يمكن ان تبقى آثار الاضطهاد ماثلة بعد زوال مسبب الاضطهاد ومنفذيه وتحت اي اعتبار اداري او سياسي او بيروقراطي.

 

نحيي مؤتمر الكورد الفيليين ونتمنى لهم النجاح والتوفيق في استرجاع حقوقهم المهضومة، وتحية لكل المناضلين من الكورد الفيليين الذين اسهموا في بناء العراق الديمقراطي التعددي الفدرالي والمجد والخلود لشهدائهم الابرار الابطال.