تحية للشعب الحزين ....أنهم الكورد الفيلية

إحسان الخياط

قف معي وانحني احتراما لذلك الشعب الأصيل ,وارفع قبعتك وصلي لهم , واطرق نواقيس الكنائس , واغتسل بماء زمزم واقرأ سورة الفاتحة آلاف المرات مع تكبير الجوامع , ولنقف ساعة صمت لا بل سنين صمت بعدد سنين العذاب استذكارا لماساتهم المستمرة ,واجمع أحلى باقة ورد وضعها على أول قبر جماعي للأجساد الطاهرة ,ورش بماء الورد الثمين على أسوار البيوت الباكية على أصحابها ,وخضب بالحنة العراقية الأبواب التي أوصدها الجلاد ظلما وحقدا على الأخلاق الأصيلة ,وارفع يديك وحي وسلم على المنشرين في كل أرجاء الكرة الأرضية, ومد يديك وعانق هذا العراقي وهذه العراقية أنهم من الكورد الفيلية , أنهم شعب ليس مثل كل الشعوب , وقوم ليس مثل الأقوام ,فالكورد الفيلية ضحوا من اجل الجميع ولم يضحي من اجلهم احد , وشارك في ظلمهم الكثير ولم يشترك أي منهم في ظلم احد, وقدموا خدماتهم حبا للجميع ولم يخدمهم احد , وجعلوا من أجسادهم جسورا عبرتها كل الأحزاب الوطنية ولم يتذكرهم احد , وقدموا دمائهم لتروي عطش الطغاة فداء للعراق ولم يوقف نزف دماءهم احد ,وللذين لا يعلمون من هم الكورد الفيلية فاسألوا عنهم في طرق الموت على الحدود الإيرانية المرعبة , وشاهدوا حقول الألغام لتروي لكم مشاهد أجساد أطفالهم الممزقة , وابحثوا في المقابر الجماعية عن جثث المدفونين أحياء , وقلبوا ملفات مقرات الأمن والاستخبارات والفرق البعثية وعدوا قوائم المعدومين ظلما والمهجرين قسرا والمسجونين بلا قضية ,لقد سلبوا منهم كل شيء وحتى الهوية, ورقص الطغاة من جميع الجهات على أجسادهم لترضية ألبعثي المقبور , وصمت الجميع في العالم والأديان وحتى الأحزاب الوطنية .

ومرت سنين طوال بين المهاجر والمخيمات وصبر الفيليون وجاهدوا وناضلوا و وأبدعوا واجتهدوا ضحوا بكل شيء من اجل العراق وحفاظا على الهوية , وجاء اليوم الموعود وسقط الصنم وانهارت دولة الجلاد , وفرح الجميع وهلل بقيام دولة المظلومين وعودة الحقوق والواجبات وحلم الفيليون ببيوتهم وأشيائهم وذكرياتهم المسلوبة وأوراقهم الثبوتية , واستعدت الأمهات للقاء جثث الأبناء مجهولين الإقامة واعدت الأكفان المعطرة بماء زمزم , وانطلق المتبقين من الإباء بأعداد المدافن والشاخص أللذي يليق بالمقام .ومرت أربع سنين طوال ولا حقوق عادت ولا بيوت ولا مدافن ,أليس غريبا هذا الصمت المريب في دولة المظلومين وأصحاب القرار, فأين انتم يا أيها المتسلقون على أكتاف الضحايا الدامية , أين وعودكم وألسنتكم , هل أخرستها المناصب وتجميع الدولارات والبحث عن المكاسب , هل نسيتم أم تناسيتم إن هذه الأيام تمر ذكرى بداية ذروة مأساتهم وهم مازالوا مثل كل المظلومين الموضعيين على الرف ولا شيء تغير رغم كل سنين العذاب والاضطهاد وكل الضحايا ولا شيء تغير , فمتى يبدأ الغير ؟؟

آه وإلف آه يا أصحاب القرار فقد طال الانتظار وبدأ الصبر ينفذ فمتى يأتي القرار, واسمعوا يا سادة أن تنحنوا مليون مرة أمام هذا الشعب العظيم ,فهو خير لكم من أن تنحنوا أمام البعث المقيت نصف مرة .وسلام وألف سلام لكل الشهداء والمضطهدين والمعذبين على ارض العراق .

إحسان الخياط

ehssan@lhpnet.dk