الفيليه.. وجذور الالم

 الجزء الثاني

  أولا ..   يمتلك الكوردي الفيلي مواهب تجاريه خلاّقه مكّنته من ان يغطي بنشاطه التجاري السوق العراقيه كله من أقصى الشمال وحتى الجنوب , وهذا ما أغاض ا لنظام الذي قرر منذ الايام الاولى للانقلاب  الاسود أن يغيّر طبيعة السوق من القطاع الخاص الى القطاع العام ويستحكم بكل مصادر الثروة فيسهل عليه لي الرقاب التي أشتدت عودها .

وليس غريبا أن نرى بأن الشريحة الوحيده التي لم تخضع لسياسات النظام الاقتصاديه هي الفيليه ,  فبائت كل محاولاته بالفشل الذريع ليبقى تجار الفيليه سادة السوق لالشئ الا لانهم يتحلّون بصفة ألامانه  والجرأة اللازمتين للعمل التجاري المثمر .

 ثانيا ..  ثبت للجميع بما فيه أجهزة الامن البعثيه أن الشريحه الوحيده التي لم تصفق للنظام الجاهلي هي شريحة الكورد الفيليه , ذلك لما  كانت تمتلك من وعي مبكر بالخلفيه الشوفينيه والعنصرية للعصابة التي تسللت ليلا لنهب ثروات العراق والعودة به اكثر من نصف قرن الى الوراء  مستغلة غفلة الكثيرين من ابناء الشرائح العراقية الاخرى التى اكتوت بنارالطاغيه صدام بعد حين . 

 ثالثا ..  تمتاز الشريحة الفيليه بأنها على قدر كبير من التضحيه والشجاعة , لذلك نرى ان جل الاحزاب السياسيه التي عارضت النظام الفاشي أعتمدت بدرجة أساسيه على الكوادر الفيليه التي بلغت أعلى المراتب القياديه ,  وهذا ما دعى النظام البعثي الى مواجهة الشجاعة الفيليه بالفتك والارهاب أضافة الى تفرده بأنتهاج سياسة التطهير العرقي  ضدها .

 رابعا ..  بفعل الانتماء المذهبي والقومي وللعوامل السابقه أضحت الشريحة الفيليه الذراع اللوجستيكي للحركة الكرديه التحرريه  في كوردستان العراق ,  والممول الاساسي للمرجعيه الكبرى في النجف الاشرف , وهذا ماتفردت بها الشريحة الفيليه عن كل الشرئح العراقيه الاخرى وجعل منها رأس حربه على أمتداد المواجهة مع الصنم في بغداد  الذي شخص مبكرا بأنه لايمكنه من شراء ذمم أبناء هذه الشريحة التي ابت الانتساب الى حزب البعث الفاشي  .

 ومن هنا نعرف بأن الشريحة الفيليه عبارة عن شمعة تحترق لتنير الدرب للاخرين , وجسرا يعبر فوقه الطموحون لنيل أهدافهم , والجندي المخلص لحماية الاخرين .

فبالرغم من المقومات الكثيره التي تهيئها لبناء شريحة قويه لايتجرأ المغرضون من مصادرة حقوقها  فضلا عن ابادتها , فأنها وللاسف الشديد تحولت الى كبش للفداء ورقما لايذكر في المعادلة السياسيه  .

ألم يئن الاوان لهذه الشمعة أن تنير الدرب لمستقبل ابنائها ؟

 ألم يحن الوقت لهذه الشريحة أن تستعيد  عافيتها وتنتزع حقوقها المغتصبه من عشرات الملايين من الدولارات المصادرة والاف البيوت والممتلكات المسلوبه, وأستعادة حقوق المواطنه ومعرفة مصير  الالاف من خيرة ابنائها المغيبين ؟ 

أما ان الاوان للكوادر القياديه الفيليه التي لاتزال تستنزف طاقاتها لصالح الاحزاب السياسيه الاخرى أن تعود الى احضان شريحتها وتعمل معا من أجل تحقيق أهداف الشريحة المغتصبه ؟ 

 

الشيخ يوسف الحاج غضبان

          yousifalfeyli@hotmail.com