الكورد الفيليون، عوقبوا بالاعمال و كوفئوا بألاقوال - هشام عقراوي


[28-05-2005]

عندما كان الكورد الفيليون يلاحقون من قبل أزلام النظام الصدامي و زبانيتة، كان الالاف من الذين حصلوا على الكراسي و المناصب في عراق ما بعد صدام يخدمون (الرئيس القائد صدام حسين قتله الله) و يعّدون لقصي و عدي الحفلات الساهرة و الغواني من كل الجنسيات و يحضرونها له من بقاع الارض المتشعبة.
عندما كان الكورد الفيليون يهجرون و يبعدون من العراق و من بغدادهم و من خانقينهم و كركوكهم و مندليتهم، كان الضاريون و هيئات العلماء الذين تتوسل بهم الحكومة العراقية الحالية بكل منتسبيها من القائمة الكوردستانية و قائمة الائتلاف الشيعية، وتطلب منهم المشاركة في الحكم و لجنة الدستور، كان هؤلاء يرفعون التكبيرات في الجوامع و المساجد و يدعون الباري عز وجل أن يحفظ رأيسهم الجلاد.
عندما كان الكورد الفيليون يزجون في السجون و يعدمون من قبل صدام و عفالقتة، كانت أمريكا و سيادة دولة كوندوليزا رايس التي سافرت الى العراق من أجل حث الحكومة العرقية على أن تشارك البعثيين في الحكم و أن تعفوا عنهم، كانت أمريكا عندها تساعد صدام و تمولة بالسلاح و العتاد و الدعم السياسي.
عندما كان الكورد الفيليون يقودون الثورات ويشتركون في جيوش القوى السياسية المختلفة و يقارعون النظام الصدامي سواء على جبال كوردستان أو في الاهوار أو في خارج الوطن، كان أكثرية زعماء اليوم لا يزالون عبيدا لصدام و لعدي و قصي و النظام البعثي.
على هذا الاساس فالكورد الفيليون ذاقوا أعمال الانظمة و الحكومات العراقية و مارست هذه الحكومات كل أعمالها الشنيعة ضد هذه الفئة من الكورد العراقييين بحكم معيشتهم الان في مدن ذات أغلبية عربية.
وبما أنها نالت اعمال النظام البعثي كان من المفروض أن تتصرف الحكومة العراقية الحالية و القيادات العراقية و امريكا ايضا بالاعمال مع الكورد الفيليين و ليس الاقوال. و لكن كل ما حصل علية الكورد الفيليون هي اقوال لا تنفع في الدونيا و لا الاخرة.
فهم حسب كلام العرب الشيعة و حسب كلام القيادات الكوردية التي تمتلك السلطة، من خيرة ابناء الشعب الكوردي و العراقي و من خيرة الشيعة و من المضحين و من ومن ومن ............. ولم يبقى مصطلح و صفة مديح لم تطلق على الكورد الفيليين من قبل القيادات الكودية و الشيعة. و كلة كلام في كلام و غير مقترن بالافعال. (بدرجات متفاوتة)
الاغرب من هذا و الذي تفوح منه ريحة التحايل و النفاق السياسي هو تعيين بعض الفيليين بصورة رمزية في بعض المراكز و الوظائف لاتخاذهم كنموذج و مثال على حصول الكورد الفيليين على حقوقهم و كأن حقوق الفيليين هي كرسي وزاري أو نائب أو حتى محافظ. ويتناسون جوهر حقوق الفيليين كقومية و كمذهب و الاهم من الاثنين تعرضهم للمظالم و التعسف و كونهم رأس حربة الكورد و الشيعة مع بعض، اي الفئة التي نالت أكبر و اقوى التعسفات على يد النظام الصدامي وبالتالي يجب ان تكون من اوائل الفئات التي ستعوض و تعترف بحقوقها. و بما أنهم كانوا من أول المضحين فيجب ان يكونوا من الاوائل الذين ينالون حقوقهم التي لا يهبها اليهم شخص أو حزب او جهة من جيبها، بل هي حق و يجب أن يسترد. بينما الجالسون و الصداميون رجعوا الى كراسيهم و صاروا يتحكمون مرة أخرى يالكورد الفيليين و باقي المناضلين. وبدأ المسؤولون بتعيين أقرباءهم و اخوتهم في الوظائف المهمة. بينما الكورد الفيليون يحرومن منها.
بالله عليكم ايستحق أخوان و خوال و أبناء عمومة (عازي الياور و غيرة) أن يستلموا السفارات و المناصب الاخرى أم الكوردي الفيلي الذي طرد من ديارة و قتل أقرباءه.....
أن ما تقوم بها الحكومة العراقية الحالية و القوى العراقية الحالية هو أستمرار وأدامة بما قام به صدام حسين تجاه الكورد الفيليين. بأي حق يعفى البعثيون من الجرائم التي قاموا بها و يكافؤون بهذا العمل من قبل الحكومة بينما يمنع على الكورد الفيليين ممارسة حقهم الشرعي في القيادة و المشاركة في قيادة الدولة و التعويض عن ما اصابهم من ظلم، في وقت يحافظ فيها البعثيون بالغنائم التي حصلوا عليها و التي جزء منها هي أموال الكورد الفيليين.
كيف تعطى مقاعد الى البعثيين في الحكومة و اللجان الاخرى المنبثقة من البرلمان و تعطي اليهم الوزارات، في حين تحرم على الفيليين نفس الحق. أليست جريمة أن يأتي اليوم الذي يقارن فيها حق الكوردي الفيلي بنفس حقوق البعثي العفلقي الملطخة ايديهم بدماء العراقيين. أذا كان العراقيون ساكتين عن مثل هذه الاعمال حقنا للدماء و استقرار الوضع فأن هذا لايعني سكوتهم عن الحق.

قد يقال البعض أن ظروف حكومتنا الموقرة صعبة و لا يستطيعون فعل ذلك... و قد يساند هذا الراي الكثيرون، ألا أنها فعلا كلمة حق و المراد بها باطل. فالكورد الفيليون يريدون المشاركة في الحكم و ليس الابتعاد عنه، الكورد الفيليون يريدون الاستمرار في النضال و التمتع بالمركز الذي يستحقونة و لا يريدون هدم العراق أو ابادة (البعثيين) من على الكرة الارضية، البعثيون الذين تحولوا بقدرة قادر الى أحباب لأمريكا و الاخرين. اي أنهم يريدون مساعدة الحكومة و تمويليها باشخاص مخلصين للعراق و للعدالة و العدل و ليس العكس.. اي أنهم سون لن يشكلوا ثقلا على الحكومة، بل بالعكس عامل قوة.

أن تسترجع للفيلي جنسيتةـ أن يحصل على التعويض، ان يكون له التمثيل المناسب في جميع مواقع الدولة، أن تثبت هذه الحقوق في الدستور ، و أن يشارك في ترسيخ دعائم الدولة التي سيعيشون فيها و من أجلها تعرضوا الى الابادة. كل هذه الامور لا تعني قيام القيامة، بل أنها مطالب و حقوق أعتيادية من السهل تطبيقها، خاصة أن الجميع يدّعون بأنهم يحبون الكورد الفيليين و أن الفيليون هم من أخلص فئات الشعب الكرودي و العراقي.
اذا كانت القيادات الشعية و الكوردية تعني فعلا ما تقول وجب عليها الخروج من مرحلة الاقوال الى الافعال و أن تدرك بأن علاج التعاويذ أنتهى و لا يفيد واتى ومن العولمة الذي يتطلب أن يكون القول مرادفا بالفعل.

و كوني كرديا فاستطيع أن اركز على الجانب الكوردي في هذه القضية و أقول أن الكورد الفيليون كالمؤنفلين يحتاجون الى برنامج خاص و لا يمكن أتخاذهم كحالة عادية ضمن ما مر به الكورد في العراق. لذا يجب على القيادات الكرودية أن تضع خططا خاصة و ميزانية خاصة و أن تتبنى قضية الكورد الفيليين و تضع لهم مختصين و لجان ثابتة و أن يطالبوا ببند خاص بالكورد الفيليين في الدستور العراقي يتطرق الى كيفية رفع المظالم عنهم و حصولهم على حقوقهم العادلة.
الكورد الفيليون يستحقون الافعال من القيادات الكوردية و الحكومة العراقية و ليس فقط الاقوال.