الکورد الفيلية، لا مجال للتشرذم

 عبدالله الفيلي/ السويد

 

يبدو ان الكورد الفيلية سوف يغيب تمثليهم الحقيقي في الانتخابات القادمة نتيجة تشرذمهم وتشتيت اصواتهم بين القومية والمذهب مما سبب لهم ازدواجة الهوية والانتماء, وهذا التخبط  سوف يؤدي حتما  الى ضعفهم وضياعهم وعدم توحيد كلمتهم .

فرغم كل المحاولات التي جرت من اجل لم الكورد الفيليية تحت مظلة واحدة واغتنام الفرصة التاريخية لتوحيد صفوفهم والاستعداد التام لدخول الانتخابات القادمة بصوت واحد، نرى مع الاسف الشديد اننا لحد هذه اللحظة نراوغ مكاننا ونلتهي بأمور جانبية لا تقدم بل ربما تؤخر من طموحنا المنشود، فإخفاقاتنا مستمرة ولم نتعلم من اخطائنا و يبدو اننا سوف نعيد نفس سيناريو الانتخابات السابقة مع بعض الرتوش، و ذلك نتيجة غياب سياسة واضحة للكورد الفيليية.  فقد اصبح واضحا ان هناك جهات تتاجر بمأساة ومظلومية الكورد الفيليية فأسسوا لهم جمعيات وتيارات واحزاب تلعب على الوتر المذهبي للوصول الى غايتهم ومآربهم البعيدة كل البعد عن اهدافنا الرئيسية. فهذه الجهات مرتبطة ارتباطا وثيقا بإيران و اجندتها معروفة، فإيران الاسلامية لا تؤمن اصلا بالاحزاب وخاصة القومية و تحارب مفهوم التحزب في ايران بينما تشجع وتساعد ماديا ومعنويا الاحزاب في العراق. ان هذه الواجهات السياسية والتجمعات الاعلامية لا تعبر بالضرورة عن توجهات الكورد الفيليية، فالكورد الفيليية هم اكبر من هذه التوجهات الضيقة واكبر من اولائك الذين يتاجرون بمعاناة الاخرين للحصول على منافعهم ونواياهم الشخصية، و لا اتصور ان الكوردي الفيلي المنكوي من نار و تصرفات الحكومة الايرانية او الاحزاب الاسلامية المنطوية تحت عباءتها سوف يلدغ من الجحر مرة اخرى خاصة لنا تجربة مرة مع هذه الاحزاب في ايران و في العراق بعد السقوط وهم في سدة الحكم ماذا فعلو للكورد الفيليية؟ لا شيء سوى الوعود الكاذبة.

 

لقد وجدت هذه الاحزاب الاسلامية موطئ قدم لها بين الكورد الفيليية مستغلة بعض الوجوه الانتهازية للتموية والخداع والتظليل. لست هنا لتعريف من هم الجحوش او الانتهازين او الطفيليون او اثبات مقولة وجودهم او عدم وجودهم بين الكورد الفيليين، فهذا الأمر متروك لمتابع الشأن الكوردي الذي يستطيع ان يميز بحكم تجربتة من هو المخلص ومن هو الغير المخلص، وهذه المهمة ليست بالصعبة على الشعب الكوردي ليعرف صديقة من عدوه حتى ولو كان من ابناء جلدته.

 

من هذه الوجوه الانتهازية التي طفت على السطح هو الشيخ محمد سعيد النعماني الذي اصبح بغفلة من الزمن المدافع الحقيقي للكورد الفيليية وتذكر انه كورديا فيلييا، ليست هناك مشكلة ان كانت نواياه حسنة، لكن ان يسكت دهرا وينطق كفرا هذا ما لانقبله. صحيح ان الشيخ من الكورد الفيليية ومن مدنية النعمانية ومن المسفرين الى ايران منذ السبعينات القرن الماضي، الا انه و مع الاسف كان بعيدا كل البعد عن الكورد الفيليية، فكان منزويا ومشغولا بالحوزة ونزواته وارتباطته بالدوله الايرانية، و ذلك من خلال المناصب الرفيعة الذي حصل عليها في المجالات الثقافية والتبشرية والامنية داخل وخارج ايران وخاصة في سورية ولبنان والسودان ودول الخليج, هذا ليس طعنا بالرجل لكن هذه هي حقيقتة، فالرجل لا يؤمن بالمفهوم القومي، واجندته اسلامية صرفة وليس في اجنده هذا الشيخ مفهوم حقوق القوميات فهو يؤمن بالخط الاسلامي المتشدد. لم نسمع بإسم الشيخ النعماني ايام مأساتنا في ايران او ايام المعارضة العراقية.

 

اين كنت من الكورد الفيليية في ايران؟ ماذا قدمتم للشريحة الفيليية في طهران او في ايران عندما كان لديك كل هذه المناصب الرفيعة يا شيخ النعماني؟  ما الذي أيقض ضميرك الآن بعد طوال هذه السنينن والعيش الرغيد في طهران الاسلامية، وكيف تركتم كل هذه المناصب الرفيعة في ايران والان تفكر بقوميتك؟ هل صحيت من نومك من صيحات اخوانك الكورد الفيليية في العراق؟ كان عليك ان تصحى من قبل وهم في ايران الاسلامية ولازالوا يعيشون في خيام و معسكرات جهرم وازنه،  فان كان الشيخ صادقا مع نفسه ومع قوميتة ويبرهن للكورد الفيليية صحوتة القومية فليبادر الى مد يد العون والمساعدة الى اخوانه من الكورد الفيليية في ايلام وكرمانشاه وفتح فرع للتجمع الفيلي او المساعدة في تأسيس حزب للكورد الفيليية على غرار ما هو موجود في العراق. لا اتصور ان طلبه سوف يرفض بحكم علاقاته المميزة في ايران وبحكم كونه مواطنا يحمل الجنسية الايرانية، فان فعل ذلك سوف يبرهن مصداقيته امام الكورد ويزيد من شعبيتة وعكس ذلك سوف يبرهن انه اداة بيد الاطلاعات الايرانية وجزء من المشروع الايراني في العراق.

 

كما هو معلوم تجري كل هذه الامور من اجل سلخ الكوردي الفيلي من قوميتة او تقليل عدد الكورد بصورة عامة من خلال مؤامرتهم في البرلمان وخاصة نحن على وشك اجراء انتخابات برلمانية واحصاء سكاني يبين العدد الحقيقي للكورد في العراق و قوتهم، فالبعث نجح في تعريب قسم من الكورد الفيليية والان جاء دور الاحزاب الدينية لتكملة المشوار، لكن هذه المرة تحت غطاء المذهب، ومن المؤسف ان قسما من الكورد الفيليية انخرطوا في هذا المشروع بنية صادقة فهؤلاء تقع عليهم مسؤولية كبيرة وتاريخية في عدم ضياع الصوت الفيلي هذه المرة، فلا يغرنكم الوعود الكاذبة وبعض الامتيازات. على هذه الفئه ان تدرك ان مصلحة الكورد الفيلية مع القوائم الكوردية بغض النظر عن بعض الاخطاء هنا او هناك، وبعيدة عن الخلافات الشخصية والحزبية فمصيرنا واحد مهما اختلفنا فكريا لان الوقت قصير والاحتمالات الموجودة امامنا قليلة وكل الاطراف تسعى لتثبيت اقدامهم في العراق الجديد من خلال الانتخابات او من خلال الكوتا، و كما تعلمون ليس هناك كوتا للكورد الفيليية ولسنا بحاجه لها لأننا لسنا اقلية نحن القومية الثانية في العراق.

 

أملي كبير بالغالبية الصامتة التي سوف تتشبث بقوميتها والتي تصوت لصالح شريحتنا وتبين الوزن والحجم الحقيقي لهؤلاء المتاجرين والانتهازين الذين قبلوا ان يرتموا في احضان جهات تنكرت لحقوق الكورد الفيليين، كما تبين في نفس الوقت الوزن والحجم الحقيقي للكورد في العراق بصورة عامة.

و أخيرا نقول للکورد الفيلية أن لا مجال للتشرذم!

 

عبدالله الفيلي/ السويد

29/11/2009

 

Back