الكورد الفيليون بين الوطنية وفقدان الهوية

 

 علاء ياركة ملك الماسبي

 

        يشكل الكورد الفيلييون في العراق جزءاً    من الشعب الكوردي في العراق كما انهم وبقية الكورد في مناطق كوردستان يشكلون الامة الكوردية في كوردستان وينتمون الى قبائل كثيرة تداخلت في ما بينها عبرالقرون وشكلت فيها هذه الشريحة الكوردية الفيلية الموزعه من الناحيتين الجغرافية والسياسية على الدولتين العراقية والايرانية.

 

    عانت هذة الشريحة في العراق من اشكاليات عدة منها لكونهم من الكورد والثانية لأنتمائهم الطائفي للمذهب الشيعي والوطني لتبوؤ الكورد في الاحزاب الوطنية والتقدمية كالحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني ويعرفهم جميع اطياف الشعب العراقي بــ ( الكورد الفيليين )

 

    فالامر كان متعلقا ليس بقصاصة ورقة فحسب وانما بكلمة او بماده اسماها حكم البعث البائد(أ4 ) توضع على هذه القصاصة الصغيره المشؤومة حيث تدل هذه الكلمة على عراقية حاملها حسب قانون البعث المزيف واما الذي لا يملك هذه الكلمه فليفتش له عن مصير او وطن اخر يأويه كأن تكون هذه الاوطان التي تضم القوميات والمذاهب وجميع الاعراق هي السويد والمانيا والدنمارك وهولندا لكونها تحترم انسانيتهم فسارعت تلك الدول الى احتضانهم ومنحهم جنسية تلك البلد بعكس سياسات الحكم البعثي الشوفيني في العراق. وفي ايامه الاخيره ابتكر (هدام العراق ) وعصابته اسطورة جديدة وهي ان يكون نموذج شهادة الجنسية العراقية موحداً للجميع ولكن من يشكك بهم النظام ويعتبرهم من اصول غير عربيه وخصوصا الكورد الفيليين الذين يشهد لهم التاريخ بمشاركتهم الوطنية في ثورة العشرين في منطقة قصر شيرين وخانقين ضد الاحتلال البريطاني والتي دامت عدة اشهر بعدم ولائهم للسلطه البعثيه ولرئيسهم المهزوم حيث توضع اشارة في اسفل هذا النموذج موقعه وباسم(حكمت فاضل عواد) السيئ الصيت وهو لغز يعرفه اعوانه من البعثيين الفاشيين مما يدل على ان حامل هذا النموذج ليس عراقياً والذي يعتبر هذا المبدأ تمييزاً شوفينيا وطائفياً مسيئا للوحدة وحقوق المواطنه.

 

   وتشير المصادر التاريخية الى ان مئات الالوف من الكورد الفيليين الذي سكنوا في مدن بدره خانقين وجلولاء وبهرز وزرباطية والنعمانية وعلي الغربي وشيخ سعد والرفاعي وكميت والحي وقلعة صالح وقلعة سكر قد استقروا فيها منذ قرون قبل وصول الملك الهاشمي من الحجاز الى العراق فهم ليسوا ايرانيين كما ادعت الحكومات العراقية المتعاقية لا بل ان البعض من هذه المدن هي جزء من كوردستان وامتدادها الطبيعي لها قبل رسم الحدود بين الدولة العثمانية وايران وانما كانت مطامع الدولتين الفارسية والعثمانية في هذه الارض التي يعيش عليها الكورد قد حرمتهم من اقامة دولتهم كما حرمت عرب المنطقه بعد سقوط الدولة العباسية من اقامة دولتهم اذ عانوا من الهيمنة العثمانية مرة والفارسية مرة اخرى حيث قسمت اداريا هذه المدن عند تأسيس الدولة العراقية انذاك والحاقها بالعراق العربي تارة وتمييزها قوميا وطائفيا ترة اخرى.

 

    فالكورد الفيلييون هم عراقيون ووطنييون حقا وشجعان حيث دافعوا عن قوميتهم بكل وفاء واخلاص فقد كانوا رموزا شامخه بأمجادهم البطولية التي برزت ومع انطلاق الشرارة الثورية الكوردية المجيدة بقيادة زعيم الامه الكورديه الملا مصطفى البارزاني فقد انخرط الكثير من ابناء هذه الشريحة في صفوف اتحاد طلبة كوردستان لا وبل ان الفرع الخامس المناضل للحزب الديمقراطي الكوردستاني كان مدعوما من الفيليين من جميع النواحي التنظيمية والاقتصادية وغيرها ورفعهم السلاح بوجه البعثيين بعد الانقلاب الفاشي في شباط 1963 وصارت مقاومتهم البطولية جزءاً من تاريخ النضال السياسي للحركة الوطنية العراقية.

 

alaa_faily@yahoo.com

 

Back