الكرد الفيلية ومحاكمة المجرمين-   والتعتيم الاعلامي للفضائيات ووسائل الاعلام  

 ان الظلم والحيف الذي لحق بالاكراد الفيليين في عهدالمقبور صدام لم تشهد له مثيلا كل الشرائح المظلومة  الاخرى من ابناء العراق العزيز سوى مالحق باخوتهم الاكراد في حلبجة وما جرى في مجزرة الانفال الاجرامية الرهيبة  فالاكراد الفيليون المسالمون دوما والذين افنوا اجيالهم في خدمة العراق الحبيب بعملهم الدؤوب وحيويتهم المتميزة في كل حقول الاقتصاد والانتاج والتنمية اولئك الابرياء اختارهم النظام البائد ليكونوا الضحية الاولى من ضحايا الشعب العراقي والقربان الاول الذي ذبح على مذبح العنصرية الفاشستية فبدات ضدهم ابشع حملة تهجير عاتية في تاريخ الشرق ففي ربيع سنة 1980 شنت عليهم الحملات الشرسة وهم نيام في انصاف الليالي حيث كان اشد رجال الامن والمخابرات قساوة وشراسة يغيرون عليهم ويقتادونهم من بيوتهم رجالا ونساء واطفالا وشيوخ ومرضى وحوامل ويحشرون بلا رحمة ولا شفقة في سيارات خاصة ليودعوا في سجون ومعتقلات رهيبة وهم في ملابس نومهم ولم يكن يسمح لهم بحمل اي شئ من ممتلكاتهم الكثيرة التي وفروها بعرق الجبين خلال السنين الطويلة وما توارثوها من ارث الاباء والاجداد المكدودين وهذا ما لم يسبق له مثيل في التاريخ - والاشد بشاعة واجراما هو عملية حجز اولادهم من الشباب وفصلهم عن ذويهم ثم حشرهم في السجون كالمجرمين ودون ذنب الا لان الله خلقهم من الجنس الفلاني - هذا ثم القى بالشيوخ والنساء والاطفال وكبار السن خارج الحدود حيث الصحارى والجبال والمتاهات والالغام --- وحيث الحروب المشتعلة مع ايران لقد القوهم عامدين متعمدين في اتون المعركة بدون حماية تلك العوائل المظلومة التي اتسمت بكل مزايا المجتمع المتمدن والمتحضر جيئ بها لتباد هناك وليقتل اولادهم ولو بعد حين انها ماسي قل نضيرها في معجم الماسي لقد سلخوا عن اوطانهم وشردوا في الافاق او قتلوا وسحبت منهم جنسيتهم العراقية وحجب عنهم اولادهم بتخطيط خبيث ومدبر فاصبحوا قوما بلا وطن ولا مال ولا اولاد ولا جنسية ولا محامي او مدافع في ظل صمت دولي ومحلي عجيب يثير الدهشة والذهول - ان الويلات التي حلت بالاكراد الفيليين تعجز الاقلام عن سردها حيث مرت عليهم ايام سوداء دامت سنين طويلة وثقيلة وقد توج المجرم الفاسق صدام جريمته بحقهم بان قتل اولادهم المحجوزين والمعتقلين لديه بدون ذنب لقد قتلهم جميعا بمختلف السبل واحقرها ومنها انه سيرهم على الالغام ليقتلوا بابشع صورة وذوب اخرين منهم وهكذا اختفى الالاف من خيرة الشباب العراقي الذين لم يحلموا يوما الا بالخير لهم ولبلدهم ولشعبهم - ان هذا القتل الجماعي الواسع النطاق الذي شمل الالاف من الابرياء الشباب وذلك الظلم الثقيل الذي عانت منه هذه الشريحة من ابناء العراق- ان الباحث المنصف   في قضية الفيليين تاريخياواجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ليقف باحترام وتقدير لهذه الشريحة  من ابناء شعبنا الكريم فهم تاريخيا من سكان هذه الارض الطاهرة حيث سكنوها منذ       زمن سحيق ولا زالوا واصولهم متجذرة في تربة العراق بل هم اقدم عهدا من كثيرين  من اخوتهم العراقيين – اما من الناحية الاجتماعية فالفيليون قد اثبتوا بانهم من اكثر الفئات تلاحما وانسجاما م وتوافقا مع كل شرائح الشعب فمن ابرز صفاتهم محبة الاخر والتحلي بروح الوفاء والتسامح والاستعداد التام لبذل العون والمساعدة لكل من يحتاج اليها من ابناء الشعب ولقد صارت خصلة الوفاء من خصالهم المعروفة التي تحدث عنها الكثيرون من ابناء الوطن – اما الجانب الاقتصادي فكانوا وقبل تاسيس الدولة العراقية من العناصر الفاعلة والمؤثرة في تسييرعجلة العمل الاقتصادي والتجاري والصناعي وبقى دورهم في تصاعد مع صعود امكانيات الدولة ونشاطاتها الاقتصادي واكثر الناس انهمك في العمل والبناء المنتج لكسب لقمة العيش الحلال سواء فقرائهم الكادحين او بالنسبة لاغنيائهم الذين احترفوا التجارة فقطعوا في مجالاتها اشواطا واسعة كانت مثار اعجاب الاكثرية من ابناء العراق- وكانت في نفس الوقت  مثار حسد بعض الحاقدين الذين الٌبو عليهم السلطات دون وجه حق- اما مواقفهمالسياسية فهم كبقية ابناء  شعبنا العزيز كانوا في تفاعل ايجابي تام مع احداث البلاد وكانوا المدافعين المخلصين عن قضايا الوطن المصيرية فلم ينفردوا في مواقف مشينة تضر بالصالح العام ولم يسبق ان انتمى احدهم الى شبكات التجسس والخيانة وهذا اكبر دليل على ولائهم للعراق ومع كل هذه المزايا التي تحلوا بها فكانوا و(يا للاسف) هدفا للظلم والتنكيل والتشريد والتهجير ومصادرة الاموال والممتلكات وفقدان اعزائهم- وقد احدث غيابهم فراغا اقتصادياكبيرا في حقول العمل والتجارة وخاصة بعد دخول اناس غرباء وغير اكفاء ومن طلاب الغنى السريع الى حقل التجارة فتدهورت الاحوال الاقتصادية وزاد الجشع والاحتكار – ام في المجال العلمي فكان دورهم بارزا في مشاركتهم في المسيرة العلمية للبلد واكبر دليل على قولنا ان فراغا كبيرا حدث في المدارس العراقية حين هجر الكثير منهم وكذلك في كثيرا من المراكز والدوائر العلمية والفنية – ومع كل هذه المسيرة الماضية وهذا التاريخ الحافل بالنكبات التي اصابتهم وجعلتهم مثالا للشعب الصبور المتجرع لكؤوس المرارة والالام نجدهم اليوم وبعد كل ما حدث ويحدث قد اصبحوا بحق الفئة المنسية فلم يعبا احد بامورهم ولم تثر قضاياهم اهتمام المسؤولين ولا حتى اهتمت الفضائيات وبالاخص المساندة لقضيتهم ولا وسائل الاعلام عن نقل احداث المحكمة التي تجري بحق المجرمين القتلة –

واخيرا شكرا لفضائية كورد سات وفضائية الحرة لنقلهم وقائع جلسة المحاكمة

ابراهيم بازكير

السويد 27 -01 -2009

 

Back